الاثنين، أغسطس 29، 2011

استغفروا ربّكم إنّه كان غفّاراً....ادب الابتلاء




قال الإمام العلامة ابن القيم: الابتلاء كيرُ العبد ومحكّ إيمانه, فإمَّا أن يخرج من هذا الابتلاء ذهباً، وإما أن يخرج نحاساً، وإما أن يخرج فيه المادتان، فلا يزال به البلاءُ حتى يخرج المادة النحاسية من ذهبه، ويبقى ذهبا
خالصا. فلو علم العبد أن نعمة الله عليه في البلاء لشغلَ قلبه بشكره، ولسانه بقوله: ( اللّهم أعنِّي على ذكرك وشكر وحسن عبادتك ). وكيف لا يشكر مَن سخر له ما يستخرج به خَبَثه ونحاسه، ويُصيّره ذهباً خالصاً يصلح لمجاورته والنظر إليه في داره؟
****************
قصد أعرابي أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، فقال: إني ممتحن، فعلمني شيئاً أنتفع به:-
فقال: "يا أعرابي إن للمحن أوقاتاً، ولها غايات، فاجتهاد العبد في محنته، قبل إزالة الله تعالى إياها، زيادة فيها، يقول الله عز وجل: "إن أرادني الله بضرّ، هل هنّ كاشفات ضرّه، أو أرادني برحمة، هل هنّ ممسكات رحمته، قل حسبي اللّه، عليه يتوكّل المتوكّلون"، ولكن، استعن بالله، واصبر، وأكثر من الاستغفار، فإن الله عز وجل وعد الصابرين خيراً، وقال: "استغفروا ربّكم إنّه كان غفّاراً، يرسل السماء عليكم مدراراً، ويمددكم بأموال وبنين، ويجعل لكم جنّات، ويجعل لكم أنهاراً"، فانصرف الرجل.
****************
واقول:-
لا يخفف عنك من وطئ المحن بعد رحمة الله لك منها سوى اخ لك يخفف من هم مصيبتك...
فيا صديقي....
لا تغتر بكثرة من ترى حولك من المعجبين والمحبين في أيام الرخاء، فقد لا ترى منهم في أيام المحنة إلا نصف أخ أو ربعه، أما أنا فلم أجد في ألوفهم غير بضعة إخوان.
****************

ليست هناك تعليقات: