السبت، أغسطس 27، 2011

سأطلِقُ لساني بما خَرِسَتْ عنه الألسُنُ





قام أعرابي بين يدي سليمان ين عبد الملك-عند توليه الخلافة- فقال: إني مُكَلمكَ يا أميرَ المؤمنين بكلام فيه 
بعضُ الغِلظةِ فاحتَمِلْهُ إن كرهتَه، فإن وراءه ما تُحبه إن قلتَه.

..قال: هاتِ يا أعرابيٌ.

..قال:" فإني سأطلِقُ لساني بما خَرِسَتْ عنه الألسُنُ، عِظَتكَ تأديةً لِحق الله وحق إ
مامتك، إنه قد اكتنفَكَ رجال أساءوا الاختيارَ لأنفسهم، فابتاعوا دنياكَ بدينهم ورِضَاكَ بسخط ربهم، خافوكَ في الله ولم يخافوا الله فيكَ، فهم حَرْبٌ للآخرة سلم للدنيا، فلا تأمَنْهم على ما ائتمنك الله عليه، فإنهم لن يألوا الأمانة تضييعاً والأمة عسفاً وخسفاً، وأنت مسئول عما اجترحوا وليسوا مسئولين عما اجترَحْتَ، فلا تُصْلِحْ دنياهم بفساد آخرتكَ، فإن أعظم الناس غَبْناً مَنْ باع آخرته بدنيا غيره".

..قال سليمان: أما أنت يا أعرابي فقد سلَلتَ لسانكَ، وهو أقطعُ سيفيكَ.
 فقال: أجلْ، لكَ لا عليكَ.

**********************************************
واقول
"الجهل بالدين مرتع خصيب لضلالات الشياطين، والفقر في الدنيا مرتع خصيب لمؤامرات المتربصين، وفقدان العدالة الاجتماعية مرتع خصيب للثورات والبراكين، ومخالفة دين الله مرتع خصب للهلاك المبين."
                                                                                                           ........ مصطفى السباعي



ليست هناك تعليقات: