الجمعة، أغسطس 26، 2011

أهلاً وسهلاً بعقيلة النساء، وأُمّ الأبناء



*كتب الصاحب بن عّباد تهنئه في مولودة :-
(هنأ اللّه سيدي وِروْدَ الكريمة عليه، وثمّر بها أعداد النسل الطيِّب لديه؛ وجعَلَها مُؤْذِنةً بأخوة برَرَة، يَعْمُرون أنْدِية الفَضْل، ويَغْبُرون بقيّةَ الدَّهْرِ.

اتصل بي خَبَر المولودة، كرّم الله غُرّتها وأنْبتها نباتاً حسناً، وما كان من تَغَيُّرِك بعد اتِّضَاحِ الخبَر، وإنكارك ما اختاره اللَّهُ لك في سابقِ القَدَر، وقد علمتَ أنهن أقربُ من القلوب، وأنَّ الله تعالى بدأ بهن في الترتيب، فقال جلى من قائل: ""يَهَبُ لِمَنْ يشاءُ إناثاً ويَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُكُورَ"". وما سمّاه هبة فهو بالشكر أوْلَى، وبحُسْنِ التقبل أحرَى.
أهلاً وسهلاً بعقيلة النساء، وأُمّ الأبناء، وجالبة الأصهار، وأولاد الأطهار، والمبشّرة بأخوة يتناسقون، ونُجَباء يتلاحقون:
فَلَوْ كانَ النِّسَاءُ كَمِثْلِ هـذِي

لَفُضِّلَتِ النَسَاءُ على الرِّجَالِ
فما التأْنِيثُ لاسْمِ الشَّمْس عَيْبٌ

ولاَ التذْكِيرُ فَخْرٌ لِلـهـلاَلِ
والله يعرفُكَ البركةَ في مَطْلعها، والسعادةَ في موقعها، فأدَرع اغتباطاً، واستأنِف نشاطاً. الدنيا مؤنثة، والرجال يخدمونها. والنارُ مؤنثة، والذكور يَعْبُدونها. والأرض مؤّنثة، ومنها خُلِقت البرية، وفيها كثرت الذريّة. والسماءُ مؤنثة، وقد حُلِّيت بالكواكب، وزينت بالنجوم الثواقب. والنفسُ مؤنثة، وهي قوام الأبدان، ومِلاَك الحيوان. والحياةُ مؤنثة، ولولاها لم تتصرَّف الأَجسامُ ولا عُرِفَ الأنام. والجنّة مؤنّثة، وبها وُعِدَ المتقون، وفيها يَنْعَم المرسلون؛ فهنأك اللّه ما أُوليت، وأوْزَعك شُكْرَ ما أُعطيت، وأطَالَ اللَّهُ بقاءك ما عُرِفَ النَسْل والوَلد، وما بقي العَصْرُ والأبد؛ إنه فعّالٌ لما يشاء.

دخل عمرو بن العاص على معاوية بن ابي سفيان  فوجد طفلتة عائشة جالسة في حجرة.…..
فقال عمرو بن العاص: سمعت أن الناس يقولون إن البنات
يقربن البعيد ويبعدن القريب ويقطعن الأرحام؟

قال معاوية :" كلا .والله إنهن رياحين القلوب أتين بالرجال وحملن بالأبطال. درر مكنونه ومطارف مصونه. يقمن على المريض ويذكرن الميت .رحيمات بالأولاد خدومات للأجداد. حجاب من النار وكنز في السواد .


.....قال ابو المجسر الأعرابيّ: كانت لي بنت تجلس معي على المائدة فلا تقع عينها على لقمة نفيسة إلا خصّتني بها، فكبرت وزوجتها، وصرت أجلس إلى المائدة مع ابن لي، فوالله لن تسبق عيني إلى لقمة طيبة إلا سبقت يده إليها.
*******************************************

من عجيب أمر المرأة أنها أقوى سلطاناً على الرجل وهي أضعف منه، وأكثر تبرُّماً به وهي أظلم منه، وأكثر وفاءً له وهو أغدر منها، وأكثر منه شكوى وهي أهدأ منه بالاً، وألصق بأولادها منه وهم يُنسبون إليه، وأكثر تخريباً للبيت وهو أقل منها له سكنى، وهي أقل منه عبادة، وهو أضعف منها إيماناً.
                                                                                                                                                        "مصطفى السباعي"


ليست هناك تعليقات: