الجمعة، أغسطس 19، 2011

تذكر أيها المغرور


*****************************
قال عتبة بن هارون: كنتُ مع فضل الرقاشي، فمرّ بمقبرة، فقال( يا أهلَ الديار الموحِشة، والمحال المقْفِرة، التي نطق بالخرابِ فِناؤها، وشُيد بالتراب بناؤها، ساكِنُها مُغْترِب، ومحلّها مُقْتَرِب، أهلُ هذِه المنازلِ متشاغلون، لا يتواصلون تواصُلَ الإخوان، ولا يتزاوَرُون تزاورَ الجيران، قد طحنهم بكَلْكَلِه البِلَى، وأكلَهم الجَنْدَل والثرَى).
*****************************

وقال أبو العتاهية:
لا تَأْمَنِ الموتَ في طَرْف وفي نَفَس

ولو تَمَنَعْتَ بالحُجَّابِ والـحَـرَسِ
فما تزالُ سِهَامُ الـمـوتِ نـافـذةً

في جَنبِ مُدَّرعٍ منّـا ومُـتَّـرسِ
ما بالُ دينكَ تَرْضَى أن تُـدَنِّـسَـهُ

وثوبُك الدهر مَغسولٌ من الدَّنَـسِ
ترجو النَجاةَ ولم تَسْلُكْ مسَالِـكَـهـا

إن السفينةَ لا تجرِي علـى يَبَـس
*****************************
 
بعثت رسالة في طيّها

نصح لمن جسّا

تذكر أيها المغرور بيتاً موحشاً رمسا

ترى أعمالك السوءا ووجهاً كالحاً عبسا

وودعت الديار الشمّ والأبناء والعرسى

ولن تلقى سوى أعمالك الحسنى لك الأنسا

فقم يا أيها المسكين أسكن قلبك القدس

تقرب واقرع المحراب واشرب في الهدى كأسا

فقد طالت بنا الغفلات حتى جرت بنا النحسا

مللنا عيشة الشهوات والاهواء والرجسا

وطال حديثنا حتى رأيت حروفها درسا

وعين الشمس قد غمضت وأمسى يومنا أمسى

ومد الليل أجنحة ومد هلالنا الرأسا

وداعاً لا نرى بأساً كفى ماكان ولننسا

ليست هناك تعليقات: