الثلاثاء، أغسطس 16، 2011

قالوا عند موتهم...عسى ان نكون مثلهم



*عن أبي هريرة: أنه بكى في مرضه فقال:
( أمَا إني لا أبكي على دنياكم ولكني أبكي على بُعْدِ سفري وقلّة زادي، وأني أمسيتُ في صُعودٍ مهبِطُه على جنةٍ أو نار، ولا أدري على أيّهما يؤخذ بي).


*قيل للربيع بن خيْثم(1) في مرضه: ألا ندعو لك طبيباً? قال: أنظِروني؛ ثم فكر فقال: ("وعادٍ وثَمُودَ وأصحابَ الرَسَ وقُرُوناً بينَ ذلكَ كثيراً" قد كانت فيهمِ أطباءُ، فما أرى المداوى بَقِي ولا المداوَى؛ هلك الناعتُ والمنعوتُ له، لا تدعوا لي طبيباً).

*لما احتُضِر أبو جَنَاب(2) قال لجاريته: ويحكِ! هل أصبحنا? قالت: لا؛ ثم تركها ساعةً ثم قال لهًا: أنظُرِي! فقالت: نعم؛ فقال: أعوذ باللّه من صباح إلى النار ثم قال: (مرحباً بالموت، مرحبا بزائر جاء على فاقةٍ، لا أفلَح مَنْ نَدِم! اللهمّ إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاءَ في الدنيا لكَرْي الأنهارِ ولا لغرس الأشجارِ، ولكن كنت أحب البقاءَ لمكابدة الليل الطويل ولظمأ الهواجر في الحر الشديد ولمزاحمةِ العلماء بالرُّكَبِ في حلَق الذَكر).

*لما احتُضِر عمرُو بن العاص جعل يده في موضع الغُل من عنقه ثم قال:( اللهم إنك أمرتَنا ففَرّطْنا، ونهيتنا فركِبنا، اللهم إنه لا يَسعُنا إلا رحمتُكفلم يزل ذلك هِجيراه حتى قُبضَ.

*
سمعتُ أميةَ بن أبي الصلْت (3)عند وفاته وأغميَ عليه طويلاً ثم أفاق، ورفع رأسه إلى سقف البيت وقال:( لبيكما لبيكما، هأنذا لديكما، لا عشيرتي تَحمِيني، إلا مالي يَفدِيني.) ثم أغميَ عليه طويلاً ثم أفاق فقال:
كل عيش وإن تـطـاولَ دهـراً

صائرٌ مـرة إلـــى أن يزولا
ليتني كنتُ قبل ما قـد بـدا لـي

في رؤوس الجبال أرعَى الوُعُولا
ثم فاضت نفسُه.

*
قال مالك بن ضيغم(4): لما احتُضِر أبي قلنا له: ألا تُوصي قال:( بلى، أوصيكم بما أوصى به إبراهيمُ بنيه ويعقوبُ: "يَا بَنِيً إنً الله اصطَفَى لَكُمُ الدينَ فَلاَ تَمُوتن إلا وأنتُمْ مسْلِمُونَ" وأوصيكم بصلة الرحم وحسنِ الجوار وفعل ما استطعتم من المعروف، وادفنوني مع المساكين).

فيا إخوتاه! ألا تبكون من الموت وسكرته؟
ويا إخوتاه! ألا تبكون من القبر وضمته؟
ويا أخوتاه! ألا تبكون خوفاً من النار في القيامة؟
ويا أخوتاه! ألا تبكون خوفاً من العطش يوم الحسرة والندامة؟

 

.......................................................................
*(1)الربيع بن خيثم:هو احد التابعين أحد أصحاب ابن مسعود قال له عبد الله بن مسعود: ما رأيتك قط إلا ذكرت المخبتين، ولو رآك رسول الله لأحبك..

*(2) أبو جَنَاب:اسمة ابو جناب الكلبي عاش وتوفي في الكوفة  كان ثقة روى عنه شعبة‏.

*(3)امية بن الصلت: شاعر من العصر الجاهلي أدرك الإسلام ولكن لم يسلم، هذا على الرغم من أنه كان يعمل بالعديد من الأمور التي جاء بها الإسلام ويحرم على نفسه ما جاء الإسلام ليحرمه، فنبذ عبادة الأوثان وحرم على نفسه الخمر

*(4) مالك بن ضيغم : هو ضَيْغَم ابن مالك الزاهد القدوة الرباني أبو بكر الراسبي البصري. قال ابن الأعرابي : كان ورده في اليوم والليلة أربع مائة ركعة ، وصلى حتى انحنى ظهرة. وكان ينام ثلث الليل ، ويتعبد ثلثيه

 

 

ليست هناك تعليقات: