الثلاثاء، سبتمبر 20، 2011

اللهم إني فعلت ما أمرتني به، فأنجز لي ما وعدتني



ذكر أبو الفرج بن الجوزي في عيون الحكايات.
 قال الأصمعي: "خرجت أنا وصديق لي إلى البادية، فضللنا الطريق، فإذا نحن بخيمة عن يمين الطريق، فقصدناها،
 فسلمنا، فإذا امرأة ترد علينا السلام،
 قالت: ما أنتم؟
 قلنا: قوم ضالون عن الطريق، أتيناكم فأنسنا بكم،
 فقالت: يا هؤلاء ولو وجوهكم عني، حتى أقضي من حقكم ما أنتم له أهل،
 ففعلنا، فألقت لنا مسحًا،
 فقالت: اجلسوا عليه إلى أن يأتي ابني.
ثم جعلت ترفع طرف الخيمة وتردها، إلى أن رفعتها،
 فقالت: أسأل الله بركة المقبل، أما البعير فبعير ابني، وأما الراكب فليس بابني.

فوقف الراكب عليها،
 فقال: يا أم عقيل، أعظم الله أجرك في عقيل،
 قالت: ويحك! مات ابنتي؟
 قال: نعم،
قالت: وما سبب موته؟
 قال: ازدحمت عليه الإبل، فرمت به في البئر،
 فقالت: انزل فاقض ذمام القوم.
 ودفعت إليه كبشًا، فذبحه وأصلحه، وقرب إلينا الطعام، فجعلنا نأكل ونتعجب من صبرها.
فلما فرغنا، خرجت إلينا وقد تكورت.
 فقالت: يا هؤلاء، هل فيكم من أحد يحسن من كتاب الله شيئًا؟
 قلت: نعم.
 قالت: اقرأ من كتاب الله آيات أتعزى بها.
 قلت: يقول الله عز وجل في كتابه" وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ".
قالت: آلله، إنها لفي كتاب الله هكذا؟
قلت: آلله، إنها لفي كتاب الله هكذا!
قالت: السلام عليكم، ثم صفت قدميها، وصلت ركعات.
 ثم قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، عند الله أحتسب عقيلاً، تقول ذلك ثلاثًا، اللهم إني فعلت ما أمرتني به، فأنجز لي ما وعدتني.

ليست هناك تعليقات: