الأربعاء، أكتوبر 05، 2011

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ



ورد عن عقبة بن هارون قال :"دخل عمرو بن عبيد على أبى جعفر المنصور وعنده المهدي -ولي عهده- بعد إن بايع له ببغداد.
 فقال يا أبا عثمان عظني.

 فقال :

يا أيهذا قد غره الأمل ... ودون ما يأمل التنغيص والأجل
ألا ترى أنما الدنيا وزينتها ... كمنزل الركب حلوا ثم ارتحلوا
حتوفها رصد وعيشها نكد ... وصفوها كدر وملكها دول
تظل تفزع بالروعات ساكنها ... فما يسوغ له لين ولا جذل
كأنه للمنايا والردى غرض ... تظل فيه بنات الدهر جلل.
تديره ما أدارته دوائرها ... منها المصيب ومنها المخطئ الزلل
والنفس هاربة والموت يرصدها ... فكل عثرة رجل عندها جلل
والمرء يسعى بما الرجل.ارثه ... والقبر وارث ما يسعى له الرجل
... قال فبكى المنصور
ثم قال: يا أبا عثمان زدني .
 فقال:" أعوذ بالله من الشيطان الرجيم  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ * أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ*فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِي * كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ".
قال:- فبكى بكاء شديدا كأنه لم يسمع تلك الآيات الا تلك الساعة .
وقال: زدني .
فقال: الله قد أعطاك الدنيا بأسرها فاشتر نفسك منه ببعضها وأعلم أنه هذا الأمر الذي صار إليك إنما كان في يد من كان قبلك ثم افضى إليك وكذلك يخرج منك إلى من هو بعدك وانى احذرك ليلة تمخض صبيحتها عن يوم القيامة
 قال : فبكى والله أشد من بكائه الأول حتى جف جفناه .
فقال له سليمان بن مجالد: رفقا بامير المؤمنين قد اتعبته منذ اليوم.
 فقال له عمرو: بمثلك ضاع الأمر وانتشر لا ابالك وماذا خفت على أمير المؤمنين ان بكى من خشية الله
فقال له أمير المؤمنين : يا أبا عثمان أعنى باصحابك استعن بهم .
قال: أظهر الحق يتبعك أهله.
ثم خرج.
  فخرج معة المنصور يدة بيدة
يقول ابو جعفر-امير المؤمنين-: يا غلام حمار أبى عثمان.
 فما برح المنصور حتى اقره على سرجه وضم إليه نشر ثوبه واستودعه الله.
 فاقبل عمارة على الربيع
فقال :  لقد فعلتم اليوم بهذا الرجل فعلا لو فعلتموه بولي عهدكم لكنتم قد قضيتم حقه.
******************************
انشودة (مع الله)-محمد العزاوي



مع الله في القلب لما انكسر ... مع الله في الدمع لما انهمر
مع الله في التوب رغم الهوى ... مع الله في الذنب لما استتر
مع الله في الروح فوق السما ... مع الله في الجسم لما عـثر

ينادي .. يناجي .. أيا خـالقي ... عـثرتُ .. زللتُ .. فأين المفر

مع الله في نسمات الصباح ... وعند المساء في ظـلال القمر
مع الله في يقظةٍ في البكور ... مع الله في النــوم بعد السهر
مع الله فجرا .. مع الله ظـهرا .. مع الله عصرا.. وعنــد السـحر
مع الله سرًّا.. مـع الله جــهرا .. وحين نجـدّ .. وحــين السـمر
مع الله عند.. رجـوع الغـريب .. ولقــيا الأحــبة.. بعــد السـفر
مع الله في ..عـــبرة النـادمين .. مع الله في العــبرات الأخــر

تبوح .. وتخبر .. عن سرّها ... وفي طهرها .. يستحم القمر
مع الله في جــاريات الريــاح ... تُــثير السحاب.. فيهمي المطر
فتصحو الحياة ويربــو النبات ... وتزهو الزهور.. ويحلو الثمر

مع الله في الجرح لما امّحى ... مع الله في العظم لما انجــبر
مع الله في الكـرب لما انجلى ... مـع الله في الهم لما انــدثـر
مـع الله فـي سكنــات الفـــؤاد ... وتسليمه بالقــضا و القــدر
مــع الله في عــزمات الجـهاد ... تقــود الأسـود إلى من كفر
مع الله عند التحام الصفــوف ... وعند الثــبات وبــعد الظــفر
مع الله حين يثور الضمير .. وتصـحو البصيرة ، يصحـو البصر

وعند الركوع .. وعند الخشوع ... وعند الصفا حين تتلى السور

مع الله قـبل انبثــاق الحــياة ... وبعد الممات .. وتحـت الحـفر
مع الله حين نجــوز الصـراط ... نلــوذ .. نعـــوذ به مـن سـقر
مـع الله فـي ســدرة المـنتهى ... مـع الله حــين يطـيب النـــظر

هناك تعليق واحد:

Hatim S. AlKhatib يقول...

جزاك الله خيراً يا أبا عبد الرحمن