الجمعة، يناير 21، 2011

البركة...البركة تكفيك


 

من أمثلة البركة التي وقعت لبعض الناس


د. أمين بن عبدالله الشقاوي

حدث في عهد أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز الأموي، فقد كان المنادي يقول: من أراد من شباب المسلمين أن يتزوج فزواجه من بيت مال المسلمين، فزوج الشباب، ونادى المنادي: من عليه دين، فسداد دينه من بيت المال، فسدد الديون، ثم ينادي المنادي: من أراد حج بيت الله وهو لا يستطيع، فحج بيت الله على نفقة بيت مال المسلمين، كل هذا حدث في خلافة عمر وهي سنتنان ونصف.
قال ابن كثير - رحمه الله -: "وقد اجتهد - رحمه الله - في مدة ولايته مع قصرها حتى رد المظالم، وصرف إلى كل ذي حق حقه، وكان مناديه في كل يوم ينادي: أين الغارمون ؟ أين الناكحون ؟ أين المساكين ؟ أين اليتامى؟ حتى أغنى كلاً من هؤلاء . وهذا يدل على البركة التي حصلت في ولاية هذا الإمام العادل مع قصر مدة ولايته.
ومن الأمثلة:
شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - يقول عنه ابن الوردي - رحمه الله -: "وكان يكتب في اليوم والليلة من التفسير، أو من الفقه، أو من الأصلين، أو من الرد على الفلاسفة والأوائل نحواً من أربعة كراريس أو أزيد، وما أبعد أن تصانيفه تبلغ الآن خمسمئة مجلدة، وله في غير مسألة مصنف مفرد في مجلد". أهـ.
ويقول ابن القيم - رحمه الله -: "وشاهدت من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية في سنَنَه، وكلامه، وكتابه أمراً عجيباً، فكان يكتب من التصانيف ما يكتبه الناسخ في جمعة وأكثر، وقد شاهد العسكر من قوته في الحرب أمراً عظيماً"
ومع أن هذا العمل - أعني التأليف - لم يكن الوحيد في حياته، فقد كان صاحب عبادة، وتعليم، وإنكار المنكرات وجهاد أعداء الله، وسجن أكثر من مرة.

ومن القصص التي تروى في ذلك:
ما حدثني به أحد الأخوة: "أن رجلاً كان يعمل في بنك ربوي، وكان يتقاضى مالاً كثيراً، ويُعطى كذلك ما يُسمى بدل السكن، وتُصرف له سيارة، ولكن مع ذلك كان يشتكي من قلة البركة في هذا المال، وأنه لا يوفر منه شيئاً، وبعد النصيحة التي وُجهت له في حرمة هذا العمل تركه، وعمل في مكان آخر ليس فيه مخالفة شرعية، ولكنه يتقاضى نصف المرتب الذي يأخذه في البنك، ولكنه أحس ببركة هذا المال حتى أنه كان يكفي لحاجته ويزيد.

ومنها: ما ذكره لي أحد الأخوة أن رجلاً مغربياً من الدعاة كان يدرس في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان الذي يُدرسهم دكتور يهودي، فكان يتحدث عن الفوائد الربوية التي يحصل عليها المودع أمواله في البنوك، فقال له الرجل المسلم: ولكن يا دكتور هذه الأموال ليس فيها بركة، فقال له اليهودي: أريدك أن تشرح لي معنى البركة بمثال عملي، وهو بالطبع لا يريد آية أو حديثاً، وإنما يريد مثالاً مادياً محسوساً، فقال له المسلم: لو قلت لك الآن أريد منك أن تحضر لي عشرة آلاف من الكلاب هل يمكن هذا؟ فقال له: هذا صعب جداً، قال: ولو قلت لك احضر لي الآن عشرة آلاف من الغنم هل يمكن هذا؟ قال له: نعم، قال: لماذا تستطيع إحضار الغنم ولا تستطيع إحضار الكلاب؟ مع أن الكلب يولد له سبعة، والغنم يولد له اثنين! والغنم يُذبح ويُهدى منه اللحم، والكلب لا يذبح! قال: لا أدري! قال: هذه البركة (فبهت الذي كفر). وقد سبق بيان أن الغنم مباركة، والنصوص الواردة في ذلك.


ليست هناك تعليقات: